كتب/ عمر منصور مباركوت
كل الأزمات تقع في الوقت غير المناسب أي في الوقت الذي يجب ألا تقع فيه. وهناك مقولة مشهورة لـ”هنري كيسنجر” حينما كان وزيراً للخارجية الأمريكية حين قال: “يجب ألا تقع أزمة جديدة الأسبوع المقبل لأن جدول أعمالي ممتلئ تماماً “.
فهل واجهتك أزمة شخصية أو عائلية أو عملية وظننت أنك غير قادر على مواجهتها؟ مثلما لا توجد أزمات بلا أسباب لا توجد أيضاً أزمات بلا حلول. وأتذكر أنني قرأت مقالاً قديماً يتحدث عن تعقيد الحلول عندما تتفاقم وتتعدد المشكلات ومما جاء فيه أن الفرد يستطيع التعامل بسهولة مع مشكلة واحدة أما إذا تنازعته مشكلتان فسيحاول توزيع جهوده بينهما فإذا احتدمت ثلاث أزمات فقد يفقد السيطرة على إدارة الموقف ويصاب بالتوتر والارتباك.
وما ينطبق على الأفراد ينطبق على المؤسسات والمجتمعات. ترك المشكلات تتراكم والأزمات تتفاقم يزيد من صعوبة التعامل معها لأن الأزمات تتوالد ثم تتصاعد وقد تتحول إلى فوضى. ولذلك فإن الإدارة الفعالة للأزمات تبدأ بالاستعداد لها قبل وقوعها ووضع سيناريوهات للتعامل مع أي منها وكل منها.
النقطة الحرجة في اتخاذ أي قرار عموماً وفي الأزمات خصوصاً هي لحظة اتخاذ القرار. في مثل هذا الموقف على القائد أن يحدد لحظة الحسم ويوازن بين أن يتخذ القرار بسرعة أو يتخذه ببطء.
عندما تحتدم الأزمات لا يعوِّل القائد الفعال على خطط الطوارئ التي أعدها وإنما على فاعلية تنفيذها. كما لا يعوِّل على الأدوات والإمكانات التي يمتلكها وإنما على طريقة استخدامه لها. ولهذا فإن الصينيين يكتبون كلمة “أزمة” بخطين أو شكلين متقاطعين: أحدهما يعني “خطر” والثاني يعني “فرصة” فكل أزمة تحمل في طياتها أخطاراً محتملة وفرصاً سانحة. وفي هذا يقول الفيلسوف الإنجليزي “بول برونتون” المفتون بأسرار الحياة وأسرار الشرق: “عندما ننجح في اجتياز الأزمات الصعبة فإن الحياة تكافئنا بمزيد من التعلم والنضج وقوة الشخصية والتراكم المعرفي والإبداع والوعي الإنساني”.
لقد تمكن محافظ حضرموت السابق القائد أحمد سعيد بن بريك بتحويل أزمة كهرباء حضرموت من أزمة الى فرص نجاح في التعامل مع المشكلة مباشرة و أبناء حضرموت ينظرون حل هذه المشكلة في ذروة حر الصيف الملتهب بفارغ الصبر مع قدوم شهر رمضان المبارك في تلك الفترة و ثانيها أن يتبث لحضارم أنها الرجل المناسب في المكان المناسب كامحافظ لحضرموت
و من أجل ذلك سلم القائد بن بريك مليار ريال يمني لمدير شركة النفط السابق محمد بامقا من أجل توفير الديزل للمحطات التوليد وكان يتعامل بن بريك بصرامة و لا يتهون في ذلك من أجل ينعم المواطن في حضرموت بصيف بارد في شهر رمضان المبارك وقدم حقق ما أراد للأبناء حضرموت و وفاء بوعده
وليس كما بعض من وعد أبناء حضرموت أنهم سوف ينعمون بصيف بارد أكثر من مرة و لم يحقق لهم شيئاً من وعوده التي تكسرت مثل فقاعات الصابون على صخور الواقع
ولازال الحضارم يعانون من كهرباء وسوف تستمر الأزمة ونحن على أبواب صيف حار و ملتهب و يتوقع أنه يكون صيف هذا العام من أحر الصيوف السابقة
ولذلك لازال تعامل القائد أحمد سعيد بن بريك مع أزمة الكهرباء في تلك الفترة في أذهان الحضارم إلى اليوم ولن ينسوه ابدأ لأنه اذا اوعد أوفى و اذا اتخد قرار لا يتراجع عنه مهما يكون
يقال إن القائد الحقيقي يظهر عند الأزمات
كما يقول المثل اذا كان البحر هادي الكل يكون ربان و مند غادر بن بريك كرسي محافظ حضرموت لازالت حضرموت بلا قائد حقيقي
وحتى أزمة الجنوب الأقتصادية وضع لها القائد بن بريك حلا للخروج من عنق زجاجتها من خلال الإدارة الذاتية ولو طبقت كان حال شعب الجنوب اليوم أفضل بكثير من ماهو عليه اليوم .
كلنا نحتاج إلى أزمات لكي ندرك جوهر ذواتنا ومعاني أهدافنا وسعة أحلامنا ومدى أمانينا ولكن لا يدرك الحد الحقيقي الفاصل بين الأزمة والفرصة إلا من يعيش لحظاتها ويختبر تداعياتها
خيرا اقول للقائد بن بريك
انت ملء البصر و تحتار فيك البصيره
ما أنصفك طول سرد و لا أحتواك أختصار