حسين عبدالله بامطرف
ختامها مسك التاريخ : 8/ 2 / 2024 م
الإبداع ……. مساحة ومبدعون
طاقة وهمة تعلو بعلو صاحبها وقدراته العلمية والمهنية وخبراته المتراكمة التي يكتشفها ويكتسبها في مدرسة حياته ومدى تحمله وتقبله لمنغصات الحياة ومرارتها وحلوها واكتسابه المهارات. فالمبدع يقف يتأمل الأشياء التي يمر عليها الآخرون مر الكرام ويجعل منها معلما ونبراسا ينير به درب حياته ومنعطفا تاريخيا قد يغير أنماطا ومعايير معينة بفكرة جديدة.
فالإبداع له مساحة في حياة المبدعين ربما تتسع رقعتها إذا نجح في الخطوة الأولى فتتسع خطواته إلى مساحات أخرى أكثر اتساعا وشمولية . هنا يؤكد أن الإبداع يولد من رحم المعاناة، فالمبدعون قد تنمو مساحاتهم لتتطور إلى الاختراع . والأمثلة كثيرة في كل المجالات الحياتية. فتجد طالبا قد يظهر نبوغه في مادة معينة كالرياضيات مثلا أو في العلوم عامة وتتوسع مداركه العلمية إذ وجد من يقف إلى جانبه ويأخذ بيده، وقد يقف ويتحطم إذا وقفت أمامه الصعاب والعقاب ويفشل في مسار حياته الدراسية، ولكن قد تأتي ظروف مهيأة له في مراحل متقدمة من حياته العلمية فيبدع ويعود إلى ماوقف عليه من مراحل سابقة ليخلق إبداعا جديدا، والأمثلة كثيرة لا تتسع هذه المساحة المخصصة لتسليط الضوء كاملا عليها.
فالطالب يستطيع أن يبدع في حقله التعليمي والمزارع يستطيع أن يضيف شيئا ملموسا على منتوجاته الزراعية ويطورها والعامل قد يبدع في مجاله ويطور من قدراته الإبداعية، وكل في مجاله ومعرفته ومهنته في شتى مجالات العمل والإنتاج والمسرح والقصة والشعر والأدب والفنون التشكيلية و الجميلة بشكل عام يستطيع من خلالها تقديم خدمة لمجتمعه في المجال المدني واالعسكري، إذن فالمساحة الإبداعية ليس لها حدود يقف عندها المبدعون.
على أن الحديث عن الإبداع والمساحات الإبداعية حديث ذو شجون، لكن ما قيل فيه غنية، وحسب القلادة ما أحاط بالعنق، فلنشجع الإبداع ليشق طريقه، ولنشجع المبدعين ليقدموا نتاجاتهم ومواهبهم، فنراهم وإبداعهم محلقين في سماء الفكر فائدةً وإمتاعا.